الزنوج - أصل الحضارة
الفراعنة سودانيون
تزوير التاريخ
تزوير تاريخ حضارة السودان، وتزوير تاريخ الفراعنة، وبالتالي تزوير تاريخ الحضارة الإنسانية بالعالم أجمع، فقد ظل المصريون منذ أزمان بعيدة يتحدثون عن تاريخ الفراعنة بمفهومين، مفهوم يروج لحقيقة أنها أقدم وأعظم حضارة في التاريخ، ليس على أرض النيل وحسب بل في العالم أجمع، ومفهوم يروج لكذبة أطلقوها ونشروها ثم صدقوها قبل غيرهم، وهي ما أشاعوا من تخليد حضارة الفراعنة على أنها مصرية المنبع والأصل، ثم استطاع المصريون، بما جبلوا عليه من الصياح والكذب وتهويل الصغائر، من استقطاب العالم كله لما أرسى السودانيون فراعنة وملوكا في المنطقة المصرية من حضارة متجاهلين عمدا أن ما يدعون ملكيته لم يكن إلا امتدادا لحضارة أعظم قامت في جنوب النهر واكتسحت كل طول مصر في مستعمرة إمتدت من كرمة شمال الخرطوم في الجنوب حتى البحر الأبيض المتوسط في أقصى شمال القارة السمراء، وانسابت شرقا حتى ضمت كل أرض فلسطين اليوم، في استمرار وتناسق يدل على القوة والعنفوان
إن الحقيقة التي تجهلها الشعوب بل شعوب النيل نفسها هي أن ملوك النوبة في شمال السودان حكموا أقاليم مصر كلها لعدة قرون وأن الحضارة النوبية هي أول حضارة قامت على وجه الأرض وأعرق حضارة شهدها التاريخ
مدينة كرمة، حاضرة النيل وعاصمة أول مملكة في العالم، وهي حقيقة لا تقبل الجدل، خصوصا بعد أن أكدها عالم الآثار العالمي السويسري الجنسية "شارل بونيه"، وهو جهة علمية محايدة لا يرقى لها الشك، تحدث عن هذه الحقيقة أمام كاميرات التلفزيون السويسري الذي نقل صور جزء كبير من بقايا الحضارة السودانية. كان ذلك في يونيو2005م، حين تحدث "شارل بونيه" عن حضارة ومدينة كرمة، وكان بادي الفخر كثير الإعتزاز بهذه الحضارة التي أصبح جزءا منها حيث مكث في السودان ثلاثة وأربعين عاماً. وقد بدأت رحلة "شارل بونيه" عندما قدم إلى مصر كعالم آثار سويسري ولكن من خلال بحوثه في مصر وجد أن هناك حلقة مغيبة في تاريخ الحضارة الفرعونية وأن هناك مرحلة مهمة من مراحل تلك الحضارة مفقودة، ويتجنب المختصون الخوض في تفاصيلها عمدا، فذهب جنوبا إلى شمال السودان وبدأ يبحث عن أصل الحضارة الفرعونية التي ملأت الدنيا، وبعد سنوات طويلة من الصبر والعمل الدؤوب توصل إلى الحقيقة الغائبة، التي يعمل المصريون، دولة وشعبا، على طمسها وتزويرها، والحقيقة هي أن أصل الحضارة الفرعونية قد تواجد في السودان، والحقيقة هي أن الفراعنة ملوك سودانيون، والحقيقة هي أن الفراعنة الملوك السودانيون قد بسطوا حكمهم وسيطرتهم الكاملة على كل مساحة مصر حتى أقصى بلاد فلسطين
تحدث العالم "شارل بونيه" عن تلك الحضارة التي مر عليها أكثر من 300 ألف سنة (ثلاثمائة ألف سنة) و أكد أن الحضارة الفرعونية التي نعرفها في مصر كانت وليدة الحضارة النوبية في السودان وأن الفراعنة ملوك النوبة هم الذين نشروا تلك الحضارة من خلال حكمهم لمصر الذي امتد حتى فلسطين واستمر لقرابة الـ 2500 عام ولكن عندما استجمعت مصر قواها في زمن الفرعون نارمر مؤسس أسرة الفراعنة التي حكمت مصر بدأوا يفكرون في اجتياح ملوك النوبة في السودان، وبعد قرون من الزمان حكم مصر الفرعون بساميتكوسيطر على منطقة النوبة ودخل مدينة كرمة يقوده حقد مصري توارثه عنه أحفاده أبناء اليوم، ودمر الآثار وهدم القلاع والمعابد والتماثيل، وكان ذلك في عام 664 قبل الميلاد. وقدم العالم "شارل بونيه" في عرض بالتلفزيون السويسري باللغة الفرنسية صور تلك التماثيل التي دمرها الحاقدون المصريون والقلاع والمباني الشاهقة التي كانت أعلى مبان على مستوى العالم أنذاك، وكان ارتفاعها حوالي 20 مترا مما يؤكد أن حضارة كرمة كانت أول حضارة في العالم وكانت تلك المباني العالية تسمى بلغة النوبة بدفوفا
ما حدث لتاريخ النوبة القديم غامض غريب في غموضه ولكن ليس من المستغرب أن يتم تزوير التاريخ القريب علي ايدي المصريين، فهذا من شيمهم من أقدم الأزمان
استطاع الفريق السويسري للتنقيب عن الآثار في منطقة كرمة بالسودان تجسيم معالم أولى التجمعات السكنية في إفريقيا، والتي من المتوقع أن يصل علم الآثار إلى أنها أولى التجمعات السكنية في العالم قاطبة، من خلال نموذج تم إنجازه في سويسرا وسيتم نقله ليُعرض بشكل دائم في متحف كرمة
النموذج عبارة عن مجسم لأولى التجمعات السكنية التي تم اكتشافها في منطقة الديفوفة الشرقية والتي يعود تاريخها لحوالي 3000 ألاف عام قبل الميلاد، والثاني لمدينة كرمة التي كانت عاصمة للمملكة النوبية في المنطقة
تم في متحف نوشاتيل بسويسرا عرض نموذجين لتجمعات سكنية تقدم لنا الكثير من المعلومات عن حضارة ما قبل كرمة في شمال السودان. النموذج الأول يعرض أولى التجمعات السكنية أما الثاني فيخص مدينة كرمة عاصمة مملكة كرمة
عن هذا الحدث يقول البورفسور "شارل بونيه" "بالنسبة لي، يمثل مُجسم المدينة التي قمت فيها بأبحاث أثرية لأكثر من 40 سنة، شيئا خارقا للعادة، لأنك عندما تنظر إليها فإنك ترى بالفعل مباني مربعة وهندسة معمارية تقليدية معروفة على طول وادي النيل ولكن ما يلفت الانتباه هو كل تلك الأشكال الدائرية والمسننة وهو ما يذكرنا بالقرى المكونة من أكواخ القش الدائرية والمعابد الدائرية. وما دمتُ قد اكتشفت غير بعيد عن كرمة في دوكي غيل معبدا دائريا، فإن ذلك يؤكد التأثر العمراني بثقافة محلية افريقية متميزة بالأشكال الدائرية. وهذا مغاير تماما لما هو معروف عن المدن القديمة عندنا أو عند الرومان أو المصريين. بل نحن في عالم معماري آخر وهو ما يجعلني أشعر بسرور كبير عند رؤيتها"
أما "ماتيو هونيغر" فيقول "إننا بصدد تجسيد آخر مرحلة من مراحل متحف كرمة، الذي تم افتتاحه أوليا في يناير 2008 ولكن كانت تنقصه بعض اللمسات الأخيرة من بينها هذه النماذج والمجسمات للقرى التي تظهر تاريخ أولى المستوطنات البشرية في منطقة وادي النيل وتاريخ المدينة كتجمع سكني في إفريقيا ككل"
ويضيف الباحث السويسري "وفي هذا الإطار تقدم الأبحاث الأثرية في كرمة نتائج هامة بل خارقة لأنها تتعلق بثلاث مدن تعاقبت في نفس المكان خلال فترة إمتدت لحوالي 3000 سنة. وأعتقد أنه يتعذر العثور على موقع يقدم كل هذه المعطيات وبهذه الجودة لأن الخاصية التي تتميز بها هذه المواقع أنها مدن لم تعرف عمرانا حديثا تم على أنقاض العمران القديم. وهذا ما يجعل ما عثرنا عليه في كرمة يمثل وثائق أثرية ذات أهمية بالغة"
أولى التجمعات السكنية المعروفة على مستوى افريقيا، وقد يكون على مستوى العالم
القرية الأولى التي تم اكتشافها في تاريخ القارة الإفريقية في الديفوفة الشرقية وتحت مقبرة مدينة كرمة من قبل فريق الآثار السويسري بقيادة "شارل بونيه وماتيو هونيغر" ينظر لها على أنها أقدم نموذج لتجمع سكني يتم اكتشافه في وضع جيد على مستوى القارة الإفريقية بأكملها
وعن تفاصيل هذه القرية يقول البروفسور "ماتيو هونيغر" "تمثل القرية الأولى المرحلة الأولى في طريق العمران لأنها تمثل تجمعا سكنيا يعود لحوالي 3000 سنة قبل الميلاد. وقد تمكنا من اكتشاف حوالي 2 هكتار من عشرة هكتارات وهذا ما سمح لنا بالتعرف على تجمع يتكون من بعض المباني المحاطة بعدد من المساكن المصنوعة من القش ومنطقة مخصصة لتخزين محصول الحبوب جماعيا وحصون قوية لحماية التجمع السكني يبلغ عرضها في بعض الأحيان 8 أمتار وعلوها ما بين 5 و 6 أمتار مثلما تصورناها. وهو ما يدفعنا لاعتبار أننا لم نعد في مستوى القرى الصغيرة بل في بداية تأسيس المدن التي بها عدد كبير من السكان”
مدينة كرمة
النموذج الثاني الذي سيتم نقله الى متحف كرمة هو تصميم لمدينة كرمة التي كانت عاصمة المملكة التي تحمل نفس الإسم والتي عمرت ما بين عامي 1400 قبل الميلاد و1000 بعد الميلاد، وهي المدينة التي يقول البروفسور "ماتيو هونيغر" عنها "بعد 500 عام من تشييد أولى التجمعات السكنية بالمنطقة، تم هجر هذه المدينة لتأسيس المدينة التي ستصبح عاصمة مملكة كرمة وهي مدينة كرمة. وفي هذه الحالة اشتملت المدينة على كل مقومات المدينة من أجنحة خاصة ومعبد وحصون وأسوار، مع الحفاظ على تقاليد عمرانية إفريقية ونوبية مثل الأشكال الدائرية والجدران المسننة وبيوت القش، ووجود تأثيرات قادمة من الشمال تتمثل في بيوت مربعة ومستطيلة وعالية وهو ما يثبت أن المنطقة كانت نقطة لقاء حضارات"
أما البروفسور "شارل بونيه" فيقول: " إننا نجد الكثير من أوجه الشبه عندما نقارن هذه المدينة التي تعود إلى حوالي 4000 عام بما هو معروف في إفريقيا منذ 200 أو 300 عام. ولهذا السبب يجب مواصلة البحث لأننا ما زلنا في بداية المشوار. وأملي أن يوحي هذا النموذج للطلبة السودانيين أو الأخصائيين في الأبحاث المعمارية بمواصلة البحث عن التراث المعماري لهذه القارة الغنية بالتراث الإنساني الغابر في القدم"
ويمثل إكتشاف تماثيل الفراعنة في موقع "دوكي قيل" تتويج لعمل "شارل بونيه" والفريق السويسري في منطقة كرمة بالسودان لأكثر من 43 عاما، وخطوة لتصحيح مفهوم تاريخ المنطقة التي عانت كثيرا من تغييب الحقائق وطمسها وإبراز معلومات غير صحيحة، آن الأوان لكشف الحجب عنها وتمليكها للإنسانية
أسبقية الحضارة السودانية لحضارة المنطقة المصرية
من الحقائق التاريخية الثابتة أن السودان أول مناطق الإشعاع الحضاري في العالم، كما يؤكد "ثابت حسن ثابت" ومدرسة الآثار الألمانية وشيخ أنتا ديوب، أسبقية الحضارة السودانية لحضارة المنطقة المصرية
لإثبات تلك الأسبقية بشكل علمي، يسند ذلك إلى علم الآثار الذي يمكنه الإثبات أو النفى، لكن المشكلة الحقيقية التي تواجه مدوني تاريخ السودان القديم، هي أنه لم يكتب حتى الآن بشكل علمي دقيق، بسبب غياب التنقيب الآثارى المنظم الذي يكتب بصورة علمية، إضافة إلى أن ما كتب كان يفتقد إلى المصداقية في توثيقه، وكان يجنح إلى تبخيس كل الإكتشافات التي تثبت سبق السودان في احتضان الحضارات الغابرة، وكان إذا أسفر تنقيب عن كشف اثارى هام يتم تغييبه تماما، وكأنموذج لذلك إكتشاف طفل محنط يرجع تاريخه 12000 ق.م، وما يرتبط بذلك من تحنيط وعبادة وتقاليد وتطور المجتمع من حيث الإستقرار والتمدن، وهذا الطفل موجود الآن في متحف الخرطوم. ومن أهم ما يعنيه هذا الإكتشاف أن الحضارة في السودان بدأت قبل 12000 ق.م، بينما يؤرخ للحضارة الإنسانية عموما بحوالي 5000 ق.م، وجدير أن نذكر في هذا السياق أن التحنيط قد بدأ في مصر 3100 ق.م.
من المسلم به أن معلومات التاريخ القديم تتشبث بحافة أي اكتشاف اثرى هام، إذ قد يقلبها ذلك رأسا على عقب، واستنادا إلى ذلك فإن السودان هو أصل الحضارة الإنسانية، فالحضارة المصرية المكتشفة بصورة علمية دقيقة ويورخ لها كحضارة الإنسانية، ترجع في أقدم مكتشفاتها ل4300ق.م، بينما تم في الحضارة السودانية إكتشاف أثار ترجع للعصر الحجري القديم، ويرى علماء الآثار والجيولوجيون أن هذا العصر استمر من عام 700000 – 14000 ق م، وكان ذا ثلاث مراحل هي الأسفل والأوسط والأعلى. في 1966م عثرت بعثة جامعة كولورادو الأمريكية في خور ابوعنجة على أدوات ترجع للعصر الحجري القديم، كما عثر فيه على أثار ترجع ل 12000 ق.م ، كذلك عثر في وادي عفو على أثار ترجع للعصر الحجري القديم، وكذلك في الفاشر وهي موجودة في متحف أكسفورد، وفى سنة 1924م في خور الهودى على بعد 3كلم من التقاء الخور مع نهر عطبرة، عثر على جمجمة لإنسان في مدنية سنجة ترجع للعصر الحجري القديم، بذلك تكون الحضارة السودانية أساسية لمعرفة اصل الإنسان
تزوير تاريخ حضارة السودان، وتزوير تاريخ الفراعنة، وبالتالي تزوير تاريخ الحضارة الإنسانية بالعالم أجمع، فقد ظل المصريون منذ أزمان بعيدة يتحدثون عن تاريخ الفراعنة بمفهومين، مفهوم يروج لحقيقة أنها أقدم وأعظم حضارة في التاريخ، ليس على أرض النيل وحسب بل في العالم أجمع، ومفهوم يروج لكذبة أطلقوها ونشروها ثم صدقوها قبل غيرهم، وهي ما أشاعوا من تخليد حضارة الفراعنة على أنها مصرية المنبع والأصل، ثم استطاع المصريون، بما جبلوا عليه من الصياح والكذب وتهويل الصغائر، من استقطاب العالم كله لما أرسى السودانيون فراعنة وملوكا في المنطقة المصرية من حضارة متجاهلين عمدا أن ما يدعون ملكيته لم يكن إلا امتدادا لحضارة أعظم قامت في جنوب النهر واكتسحت كل طول مصر في مستعمرة إمتدت من كرمة شمال الخرطوم في الجنوب حتى البحر الأبيض المتوسط في أقصى شمال القارة السمراء، وانسابت شرقا حتى ضمت كل أرض فلسطين اليوم، في استمرار وتناسق يدل على القوة والعنفوان
إن الحقيقة التي تجهلها الشعوب بل شعوب النيل نفسها هي أن ملوك النوبة في شمال السودان حكموا أقاليم مصر كلها لعدة قرون وأن الحضارة النوبية هي أول حضارة قامت على وجه الأرض وأعرق حضارة شهدها التاريخ
مدينة كرمة، حاضرة النيل وعاصمة أول مملكة في العالم، وهي حقيقة لا تقبل الجدل، خصوصا بعد أن أكدها عالم الآثار العالمي السويسري الجنسية "شارل بونيه"، وهو جهة علمية محايدة لا يرقى لها الشك، تحدث عن هذه الحقيقة أمام كاميرات التلفزيون السويسري الذي نقل صور جزء كبير من بقايا الحضارة السودانية. كان ذلك في يونيو2005م، حين تحدث "شارل بونيه" عن حضارة ومدينة كرمة، وكان بادي الفخر كثير الإعتزاز بهذه الحضارة التي أصبح جزءا منها حيث مكث في السودان ثلاثة وأربعين عاماً. وقد بدأت رحلة "شارل بونيه" عندما قدم إلى مصر كعالم آثار سويسري ولكن من خلال بحوثه في مصر وجد أن هناك حلقة مغيبة في تاريخ الحضارة الفرعونية وأن هناك مرحلة مهمة من مراحل تلك الحضارة مفقودة، ويتجنب المختصون الخوض في تفاصيلها عمدا، فذهب جنوبا إلى شمال السودان وبدأ يبحث عن أصل الحضارة الفرعونية التي ملأت الدنيا، وبعد سنوات طويلة من الصبر والعمل الدؤوب توصل إلى الحقيقة الغائبة، التي يعمل المصريون، دولة وشعبا، على طمسها وتزويرها، والحقيقة هي أن أصل الحضارة الفرعونية قد تواجد في السودان، والحقيقة هي أن الفراعنة ملوك سودانيون، والحقيقة هي أن الفراعنة الملوك السودانيون قد بسطوا حكمهم وسيطرتهم الكاملة على كل مساحة مصر حتى أقصى بلاد فلسطين
تحدث العالم "شارل بونيه" عن تلك الحضارة التي مر عليها أكثر من 300 ألف سنة (ثلاثمائة ألف سنة) و أكد أن الحضارة الفرعونية التي نعرفها في مصر كانت وليدة الحضارة النوبية في السودان وأن الفراعنة ملوك النوبة هم الذين نشروا تلك الحضارة من خلال حكمهم لمصر الذي امتد حتى فلسطين واستمر لقرابة الـ 2500 عام ولكن عندما استجمعت مصر قواها في زمن الفرعون نارمر مؤسس أسرة الفراعنة التي حكمت مصر بدأوا يفكرون في اجتياح ملوك النوبة في السودان، وبعد قرون من الزمان حكم مصر الفرعون بساميتكوسيطر على منطقة النوبة ودخل مدينة كرمة يقوده حقد مصري توارثه عنه أحفاده أبناء اليوم، ودمر الآثار وهدم القلاع والمعابد والتماثيل، وكان ذلك في عام 664 قبل الميلاد. وقدم العالم "شارل بونيه" في عرض بالتلفزيون السويسري باللغة الفرنسية صور تلك التماثيل التي دمرها الحاقدون المصريون والقلاع والمباني الشاهقة التي كانت أعلى مبان على مستوى العالم أنذاك، وكان ارتفاعها حوالي 20 مترا مما يؤكد أن حضارة كرمة كانت أول حضارة في العالم وكانت تلك المباني العالية تسمى بلغة النوبة بدفوفا
ما حدث لتاريخ النوبة القديم غامض غريب في غموضه ولكن ليس من المستغرب أن يتم تزوير التاريخ القريب علي ايدي المصريين، فهذا من شيمهم من أقدم الأزمان
استطاع الفريق السويسري للتنقيب عن الآثار في منطقة كرمة بالسودان تجسيم معالم أولى التجمعات السكنية في إفريقيا، والتي من المتوقع أن يصل علم الآثار إلى أنها أولى التجمعات السكنية في العالم قاطبة، من خلال نموذج تم إنجازه في سويسرا وسيتم نقله ليُعرض بشكل دائم في متحف كرمة
النموذج عبارة عن مجسم لأولى التجمعات السكنية التي تم اكتشافها في منطقة الديفوفة الشرقية والتي يعود تاريخها لحوالي 3000 ألاف عام قبل الميلاد، والثاني لمدينة كرمة التي كانت عاصمة للمملكة النوبية في المنطقة
تم في متحف نوشاتيل بسويسرا عرض نموذجين لتجمعات سكنية تقدم لنا الكثير من المعلومات عن حضارة ما قبل كرمة في شمال السودان. النموذج الأول يعرض أولى التجمعات السكنية أما الثاني فيخص مدينة كرمة عاصمة مملكة كرمة
عن هذا الحدث يقول البورفسور "شارل بونيه" "بالنسبة لي، يمثل مُجسم المدينة التي قمت فيها بأبحاث أثرية لأكثر من 40 سنة، شيئا خارقا للعادة، لأنك عندما تنظر إليها فإنك ترى بالفعل مباني مربعة وهندسة معمارية تقليدية معروفة على طول وادي النيل ولكن ما يلفت الانتباه هو كل تلك الأشكال الدائرية والمسننة وهو ما يذكرنا بالقرى المكونة من أكواخ القش الدائرية والمعابد الدائرية. وما دمتُ قد اكتشفت غير بعيد عن كرمة في دوكي غيل معبدا دائريا، فإن ذلك يؤكد التأثر العمراني بثقافة محلية افريقية متميزة بالأشكال الدائرية. وهذا مغاير تماما لما هو معروف عن المدن القديمة عندنا أو عند الرومان أو المصريين. بل نحن في عالم معماري آخر وهو ما يجعلني أشعر بسرور كبير عند رؤيتها"
أما "ماتيو هونيغر" فيقول "إننا بصدد تجسيد آخر مرحلة من مراحل متحف كرمة، الذي تم افتتاحه أوليا في يناير 2008 ولكن كانت تنقصه بعض اللمسات الأخيرة من بينها هذه النماذج والمجسمات للقرى التي تظهر تاريخ أولى المستوطنات البشرية في منطقة وادي النيل وتاريخ المدينة كتجمع سكني في إفريقيا ككل"
ويضيف الباحث السويسري "وفي هذا الإطار تقدم الأبحاث الأثرية في كرمة نتائج هامة بل خارقة لأنها تتعلق بثلاث مدن تعاقبت في نفس المكان خلال فترة إمتدت لحوالي 3000 سنة. وأعتقد أنه يتعذر العثور على موقع يقدم كل هذه المعطيات وبهذه الجودة لأن الخاصية التي تتميز بها هذه المواقع أنها مدن لم تعرف عمرانا حديثا تم على أنقاض العمران القديم. وهذا ما يجعل ما عثرنا عليه في كرمة يمثل وثائق أثرية ذات أهمية بالغة"
أولى التجمعات السكنية المعروفة على مستوى افريقيا، وقد يكون على مستوى العالم
القرية الأولى التي تم اكتشافها في تاريخ القارة الإفريقية في الديفوفة الشرقية وتحت مقبرة مدينة كرمة من قبل فريق الآثار السويسري بقيادة "شارل بونيه وماتيو هونيغر" ينظر لها على أنها أقدم نموذج لتجمع سكني يتم اكتشافه في وضع جيد على مستوى القارة الإفريقية بأكملها
وعن تفاصيل هذه القرية يقول البروفسور "ماتيو هونيغر" "تمثل القرية الأولى المرحلة الأولى في طريق العمران لأنها تمثل تجمعا سكنيا يعود لحوالي 3000 سنة قبل الميلاد. وقد تمكنا من اكتشاف حوالي 2 هكتار من عشرة هكتارات وهذا ما سمح لنا بالتعرف على تجمع يتكون من بعض المباني المحاطة بعدد من المساكن المصنوعة من القش ومنطقة مخصصة لتخزين محصول الحبوب جماعيا وحصون قوية لحماية التجمع السكني يبلغ عرضها في بعض الأحيان 8 أمتار وعلوها ما بين 5 و 6 أمتار مثلما تصورناها. وهو ما يدفعنا لاعتبار أننا لم نعد في مستوى القرى الصغيرة بل في بداية تأسيس المدن التي بها عدد كبير من السكان”
مدينة كرمة
النموذج الثاني الذي سيتم نقله الى متحف كرمة هو تصميم لمدينة كرمة التي كانت عاصمة المملكة التي تحمل نفس الإسم والتي عمرت ما بين عامي 1400 قبل الميلاد و1000 بعد الميلاد، وهي المدينة التي يقول البروفسور "ماتيو هونيغر" عنها "بعد 500 عام من تشييد أولى التجمعات السكنية بالمنطقة، تم هجر هذه المدينة لتأسيس المدينة التي ستصبح عاصمة مملكة كرمة وهي مدينة كرمة. وفي هذه الحالة اشتملت المدينة على كل مقومات المدينة من أجنحة خاصة ومعبد وحصون وأسوار، مع الحفاظ على تقاليد عمرانية إفريقية ونوبية مثل الأشكال الدائرية والجدران المسننة وبيوت القش، ووجود تأثيرات قادمة من الشمال تتمثل في بيوت مربعة ومستطيلة وعالية وهو ما يثبت أن المنطقة كانت نقطة لقاء حضارات"
أما البروفسور "شارل بونيه" فيقول: " إننا نجد الكثير من أوجه الشبه عندما نقارن هذه المدينة التي تعود إلى حوالي 4000 عام بما هو معروف في إفريقيا منذ 200 أو 300 عام. ولهذا السبب يجب مواصلة البحث لأننا ما زلنا في بداية المشوار. وأملي أن يوحي هذا النموذج للطلبة السودانيين أو الأخصائيين في الأبحاث المعمارية بمواصلة البحث عن التراث المعماري لهذه القارة الغنية بالتراث الإنساني الغابر في القدم"
ويمثل إكتشاف تماثيل الفراعنة في موقع "دوكي قيل" تتويج لعمل "شارل بونيه" والفريق السويسري في منطقة كرمة بالسودان لأكثر من 43 عاما، وخطوة لتصحيح مفهوم تاريخ المنطقة التي عانت كثيرا من تغييب الحقائق وطمسها وإبراز معلومات غير صحيحة، آن الأوان لكشف الحجب عنها وتمليكها للإنسانية
أسبقية الحضارة السودانية لحضارة المنطقة المصرية
من الحقائق التاريخية الثابتة أن السودان أول مناطق الإشعاع الحضاري في العالم، كما يؤكد "ثابت حسن ثابت" ومدرسة الآثار الألمانية وشيخ أنتا ديوب، أسبقية الحضارة السودانية لحضارة المنطقة المصرية
لإثبات تلك الأسبقية بشكل علمي، يسند ذلك إلى علم الآثار الذي يمكنه الإثبات أو النفى، لكن المشكلة الحقيقية التي تواجه مدوني تاريخ السودان القديم، هي أنه لم يكتب حتى الآن بشكل علمي دقيق، بسبب غياب التنقيب الآثارى المنظم الذي يكتب بصورة علمية، إضافة إلى أن ما كتب كان يفتقد إلى المصداقية في توثيقه، وكان يجنح إلى تبخيس كل الإكتشافات التي تثبت سبق السودان في احتضان الحضارات الغابرة، وكان إذا أسفر تنقيب عن كشف اثارى هام يتم تغييبه تماما، وكأنموذج لذلك إكتشاف طفل محنط يرجع تاريخه 12000 ق.م، وما يرتبط بذلك من تحنيط وعبادة وتقاليد وتطور المجتمع من حيث الإستقرار والتمدن، وهذا الطفل موجود الآن في متحف الخرطوم. ومن أهم ما يعنيه هذا الإكتشاف أن الحضارة في السودان بدأت قبل 12000 ق.م، بينما يؤرخ للحضارة الإنسانية عموما بحوالي 5000 ق.م، وجدير أن نذكر في هذا السياق أن التحنيط قد بدأ في مصر 3100 ق.م.
من المسلم به أن معلومات التاريخ القديم تتشبث بحافة أي اكتشاف اثرى هام، إذ قد يقلبها ذلك رأسا على عقب، واستنادا إلى ذلك فإن السودان هو أصل الحضارة الإنسانية، فالحضارة المصرية المكتشفة بصورة علمية دقيقة ويورخ لها كحضارة الإنسانية، ترجع في أقدم مكتشفاتها ل4300ق.م، بينما تم في الحضارة السودانية إكتشاف أثار ترجع للعصر الحجري القديم، ويرى علماء الآثار والجيولوجيون أن هذا العصر استمر من عام 700000 – 14000 ق م، وكان ذا ثلاث مراحل هي الأسفل والأوسط والأعلى. في 1966م عثرت بعثة جامعة كولورادو الأمريكية في خور ابوعنجة على أدوات ترجع للعصر الحجري القديم، كما عثر فيه على أثار ترجع ل 12000 ق.م ، كذلك عثر في وادي عفو على أثار ترجع للعصر الحجري القديم، وكذلك في الفاشر وهي موجودة في متحف أكسفورد، وفى سنة 1924م في خور الهودى على بعد 3كلم من التقاء الخور مع نهر عطبرة، عثر على جمجمة لإنسان في مدنية سنجة ترجع للعصر الحجري القديم، بذلك تكون الحضارة السودانية أساسية لمعرفة اصل الإنسان
تم التجميع من مصادر شتي بتصرف
الفراعنة سودانيون