دار ودمدني الخيرية
حان الوقت الآن لذكر دار مدني وصالة الكاشف، ودورهما وما أدياه من تبن ورعاية ودعم للكيان الوليد، وللحق فإن لدار مدني وصالة الكاشف يد عليا في ولادة التجمع، ومثل سردي عن التجمع سأبدأ من البداية عن دار مدني، وسيكون مرجعي في ذلك الشخص الذي قامت على كتفيه كل البنى التحتية للدار والملعب، لذا زرت الباشمهندس "أحمد عوّاض" في منزله وجلست أستمع لسرده الدقيق لكل الوقائغ التي ما كان تصرفي فيها إلا من حيث صياغتها وإعدادها لكتابتها فقط
أحمد عوّاض ميكانيكي بسيط من أبناء مدينة ودمدني، عمل بيده وبنى مجدا تالدا وأسس عزا فريدا، وجنى من جهده غير حب الناس وتقديرهم له، توجههم إليه عند حاجاتهم الدنيا قبل الكبرى. حذق "أحمد" عمله لدرجة أن صار يسبق إسمه لقب "باشمهندس" وتوسع فيه حتى صار يمتلك مركزا كبيرا مشهورا لصيانة السيارات في مدينة الرياض، وحين أقبلت عليه الدنيا أعطى الناس حقها، وتعودت يمينه أن تخفي ما تجود به عن شماله
في عام 1998م تم انتخاب الباشمهندس "أحمد عوّاض" رئيسا لفريق مدني الرياضي الذي تم تأسيسه في نفس العام، وقد بدأ نشاطه كفريق لكرة القدم ليضم أبناء ود مدني. شاع اسم الفريق وعم أرجاء مدينة الرياض في فترة وجيزة وجذب أولا رياضيي ود مدني، ومن ثم كافة مواطنيها، ولكن كانت المشكلة حينئذ تتركز في استئجار الملاعب والضغط المادي الذي تواصل، إذ لم يكن لدى الفريق مكان لمباشرة نشاطاته فكانوا يضطرون للإستئجار المؤقت للملاعب لأداء وممارسة التمارين، مما يستدعي الكثير من الصرف المادي، إلى أن تمت تهيئة ملعب بجوار ساحة المخدرات بالملز. وبما أن "أحمد عوّاض وعوض يوسف" كانا زميلين يمارسان رياضة الملاكمة سويا في مدني، وقد خاضا العديد من المنافسات، منها الدولية، فقد استغلا الفرصة حين سنحت لهما لمعاودة النشاط الرياضي، وإن كان للتحمية والحفاظ على اللياقة البندية فقط، ولم يترددا
أحمد عوّاض ميكانيكي بسيط من أبناء مدينة ودمدني، عمل بيده وبنى مجدا تالدا وأسس عزا فريدا، وجنى من جهده غير حب الناس وتقديرهم له، توجههم إليه عند حاجاتهم الدنيا قبل الكبرى. حذق "أحمد" عمله لدرجة أن صار يسبق إسمه لقب "باشمهندس" وتوسع فيه حتى صار يمتلك مركزا كبيرا مشهورا لصيانة السيارات في مدينة الرياض، وحين أقبلت عليه الدنيا أعطى الناس حقها، وتعودت يمينه أن تخفي ما تجود به عن شماله
في عام 1998م تم انتخاب الباشمهندس "أحمد عوّاض" رئيسا لفريق مدني الرياضي الذي تم تأسيسه في نفس العام، وقد بدأ نشاطه كفريق لكرة القدم ليضم أبناء ود مدني. شاع اسم الفريق وعم أرجاء مدينة الرياض في فترة وجيزة وجذب أولا رياضيي ود مدني، ومن ثم كافة مواطنيها، ولكن كانت المشكلة حينئذ تتركز في استئجار الملاعب والضغط المادي الذي تواصل، إذ لم يكن لدى الفريق مكان لمباشرة نشاطاته فكانوا يضطرون للإستئجار المؤقت للملاعب لأداء وممارسة التمارين، مما يستدعي الكثير من الصرف المادي، إلى أن تمت تهيئة ملعب بجوار ساحة المخدرات بالملز. وبما أن "أحمد عوّاض وعوض يوسف" كانا زميلين يمارسان رياضة الملاكمة سويا في مدني، وقد خاضا العديد من المنافسات، منها الدولية، فقد استغلا الفرصة حين سنحت لهما لمعاودة النشاط الرياضي، وإن كان للتحمية والحفاظ على اللياقة البندية فقط، ولم يترددا
أخيرا، وبعد حوالي عام كامل من تلك البداية، إنتقل نشاط الفريق إلى دار مدني قرب مقبرة العود والساحة المجاورة التي أطلقوا عليها إسم "ملعب مدني وأوربي"، كناية عن الملكية المشتركة للملعب، ومن ثم اعتمدت أيام السبت والإثنين والأربعاء من كل أسبوع أياما للنشاطات، فصارت تلك النواحي من مدينة الرياض تشهد زخما ونشاطا كثيفا في الأيام المحددة، وكانت الأمسيات تتوج بفواصل غنائية شجية يصدح بها البلبل "عوض يوسف" بعد كل تمرين أو مناسبة تجمع المدنيين في دارهم أو ملعبهم، وساعد هذا في سريان إسم دار وفريق مدني في أوساط السودانيين بالرياض، وجذب العديد من المشاركين الجدد في كل المناشط للدار والفريق
حين كثر الأعضاء واستقر المقام، وصار لمدني دار وميدان تقام به المنافسات الرياضية، فكر الباشمهندس "أحمد عوّاض" في إكمال العقد وتزيين الدار بإنشاء صالة فنية تؤوي النشاط الذي بدأه "عوض يوسف" بتفانيه وإخلاصه ومافتئ يتكاثر، ألم أذكر في بداية حديثي عن "عوض يوسف" أنه لا يكون خوض في موضوع الغناء في الرياض، إلا وللأخ "عوض" فيه وجود فاعل وأثر واضح، ويكون اسمه مربوط به؟
تم اختيار إسم "صالة الكاشف للثقافة والفنون" للتدليل على عمق ارتباط إسم "إبراهيم الكاشف" إبن مدني بود مدني مثل عمق إرتباطه بأصالة الغناء السوداني الذي ساهم في إرساء دعاماته، وقد أنشأ الباشمهندس الصالة على حسابه الخاص ومن جيبه الشخصي كاملة مكملة من أجل عيون ود مدني، من دون من ولا أذى
تم اختيار إسم "صالة الكاشف للثقافة والفنون" للتدليل على عمق ارتباط إسم "إبراهيم الكاشف" إبن مدني بود مدني مثل عمق إرتباطه بأصالة الغناء السوداني الذي ساهم في إرساء دعاماته، وقد أنشأ الباشمهندس الصالة على حسابه الخاص ومن جيبه الشخصي كاملة مكملة من أجل عيون ود مدني، من دون من ولا أذى
جذبت "صالة الكاشف" حضورا كبيرا لمحبي الغناء في عمومه وغناء الحقيبة خصوصا، وذلك لوجود الرائع "عوض يوسف" اليومي، وفي معيته العازف المتفاني في مدنيته "محمد البصير" الذي كان يصاحبه أحيانا بالعزف على آلة الأورغن فتخرج الأغنيات موشاة في بوتقات مزركشة بالجمال. وقد أسهم "عوض" كثيرا في امتلاك الصالة لعدد كبير من الكراسي وبعض الآلات الموسيقية
في تلك الفترة من عمر الدار والصالة أطل عليهما تجمع الفنانين، وتوالت الأحداث التي سردتها قبلا عن التجمع، حتى صار أعضاء التجمع يأتون لممارسة نشاطاتهم بالصالة، وليس منهم من يعرف إلا أقل القليل عن الجهد والتعب والإهتمام الذي تم لتأمين هذا الموقع، والبذل والعطاء الذين يتواصلا للحفاظ عليه، والموقع لا شبيه له في كل مدينة الرياض الواسعة
كان أعضاء التجمع حين يأتون يجدون كل شئ بالصالة جاهزا، فالمكان نظيف ومهيأ والكراسي مصفوفة في انتظارهم وحافظات الماء مملوءة تدعوهم للإستمتاع بما حوت، لم يكن عليهم غير الإنخراط الفوري في معالجة آلاتهم وممارسة ما أتوا من أجله، وقد كان وراء كل تلك التجهيزات والإستعدادات جنديا مجهولا من خلف " أحمد عوّاض" هو "سعد فرج" مدير الدار حينها
كان أعضاء التجمع حين يأتون يجدون كل شئ بالصالة جاهزا، فالمكان نظيف ومهيأ والكراسي مصفوفة في انتظارهم وحافظات الماء مملوءة تدعوهم للإستمتاع بما حوت، لم يكن عليهم غير الإنخراط الفوري في معالجة آلاتهم وممارسة ما أتوا من أجله، وقد كان وراء كل تلك التجهيزات والإستعدادات جنديا مجهولا من خلف " أحمد عوّاض" هو "سعد فرج" مدير الدار حينها
تم الإتفاق في البداية على أن يدفع التجمع مبلغ 700 ريال سنويا كمساهمة في إيجار المقر، وفي بداية العام الجديد رفع صاحب العقار إيجاره فارتفع المبلغ بالتالي إلى 1000 ريال، إستكثرها أهل التجمع وماطلوا في دفعها، وسوف أعزو سبب عدم الدفع إلى عدم إلتزام أعضاء التجمع بدفع إشتراكاتهم الشهرية، وبذا لم يكن يتوفر لديهم ما يكفي للمساهمة في إيجار الدار، وتغطية مصروفاتها، وأنا خير من يعلم عن كيفية تهربهم من دفع الإشتراكات التي التزموا بها
هنا حدث الخلاف القاصم للظهر الذي كانت نتيجته الرئيسية أن أفضى إلى رحيل التجمع عن دار ود مدني وصالة الكاشف، ليدخل في دوامة من التخبط والتشرد، إلى أن استقر به المقام في الملز ناحية سجن النساء، وبقية السلسلة غير خافية على الجميع، وهي غير ذات أثر في ما أنا بصدده
هنا حدث الخلاف القاصم للظهر الذي كانت نتيجته الرئيسية أن أفضى إلى رحيل التجمع عن دار ود مدني وصالة الكاشف، ليدخل في دوامة من التخبط والتشرد، إلى أن استقر به المقام في الملز ناحية سجن النساء، وبقية السلسلة غير خافية على الجميع، وهي غير ذات أثر في ما أنا بصدده
هذا ما كان من بعض ما أعلم من قصة الغائبين الحاضرين"عوض يوسف وأحمد عوّاض"، أسكنهما الله روضة من رياض الجنة وجعل مجلسهما مع الصديقين والشهداء، وحسن أولائك رفيقا، وغفر ذنوبهما وزاد في حسناتهما بقدر ما قدما من خدمات وإحسان لساكني مدينة الرياض، بالذات السودانيين منهم، وهو ما رأيت البعض منه، وهو شيء من ما أثارت سيرتهما في وجداني من حديث التجمع واللائحة والتزوير والتحريف الذي اتبعه بعض التجمعيين المتشرذمين
تجمع الموسيقيين |
إنتقل إلى البداية |