أول جمعية عمومية
رغم الجهود المكثفة، إلا أن الحضور كان متدنيا لم يرق لأدنى الآمال التي راودتنا، إذ لم يكد العدد يتجاوز عشر الأسماء التي أحصينا، فقررنا أن نلعب لعبة ليست بريئة بأكملها، ولكن لا ضرر منها بل ستضمن لنا مجيء العدد الذي نريد، إن انطلت عليهم، فأعلنا للحاضرين أن سوف تكون هنالك بروفة كبرى وشاملة في يوم لاحق حددناه، وأن من يجيء باكرا سيحظى بالمشاركة، وعلى الحاضر أن يخطر الغائب. مرت الأيام، وفي يوم الوعد علمنا أن قد نجحت الحيلة، فقد جاء عدد لا بأس به، كان نواة طيبة لجمعية عمومية نبني عليها أملنا
تم عقد الإجتماع، الذي كان بمثابة الجمعية العمومية الأولى، في أمسية (الثلاثاء 25 سبتمبر 2001م)، بدار مدني، وليس كما ذكر أحدهم في موضوع أشرت إليه، ونشر على صفحة أسسوها للتجمع في موقع الفيس بوك، عن انعقاد الجمعية العمومية الأولى للتجمع في يونيو 2001م، أو كما ادعى آخر في صفحة مشابهة بنفس الموقع، أن عمر التجمع قد شارف العشرين عاما، فهذه خطرفات لا أساس لها
ورغم أن عدد الحضور كان متواضعا، إلا أنها كانت بداية جعلتنا لم نقبل بالقناعة من الغنيمة بالإياب، لذا اعتبرنا أن عدد (21) موسيقيا الذين حضروا سيمثل النواة التي يمكننا أن نرسي على ركائزها أساس الصرح العملاق الذي حلمنا به، والذي طالما راود يقظتي وأحلامي شخصيا، وعلى هذه الصفحة صورة توثيقية لصفحة الإجتماع التأسيسي من أضابير وثائقي عند تأسيس التجمع، وقد وضعت للاجتماع بعض الأجندة التمهيدية التي تمثلت في (حصر العضوية، تحديد طبيعة النشاط، تكوين لجنة تسيير، حسم مسمى "التجمع" ثم أي قضايا أخرى)، وبمناسبة البند الأخير فإني قد استشفيت استخدام مسمى "التجمع" من احتكار أهل السياسة للكلمة حينها، وقررت تصحيح الفهم الخاطئ المنتشر لدى عديد السودانيين، سياسيين كانوا أو مثقفين أو غيرهم، أن هذه الكلمة مجرد مصطلح سياسي يتصل بالأحزاب السياسية وتوافقاتها واختلافاتها المصلحية المتضاربة، وهي في الواقع ذات معنى أقرب ما يكون لما نحن بصدده من معنى لم الشتات وجمع الشمل، وفكرت أن أستخدم المعنى الجيد للكلمة لشئ غير سياسي، فأنا برغم مواقفي الحادة منها، لم أكن يوما من أهلها، وأنا أرى الآن أن حدسي قد صدق، فما زال هذا الكيان يحمل إسم "التجمع" الذي أطلقته منفردا عليه، ولم يقدر أي من الذين حاولوا تشويه الحقائق وافتراء الأباطيل تغيير هذا الإسم الذي درجنا عليه بـ"التجمع" إختصارا
وبصفتي صاحب أساس المبادرة وأصل الفكرة ورأس العاملين على تنفيذها، فقد إفتتحت الإجتماع بطرح الفكرة وأسهبت في شرحها وتصويرها للحضور، وقد أسعدني أن لاقت قبولا بدا لي كاملا من الجميع، وقد شارك الأخ "محمد البصير" في توضيح الرؤية مركزا على ديمقراطية القرار وجماعية التنفيذ، على حد قوله، واستمعنا بعدها لبعض الآراء من الحضور انصبت في نفس المنوال وأكدت القبول الكامل للفكرة
من ثم وافق المجتمعون على تسليم المسؤولية الإبتدائية للذين نادوا بالفكرة ليواصلوا الجهد، فولدت في ذلك الإجتماع، وبشكل شبه إجماعي، لجنة التسيير، التي كنا نسميها "اللجنة التمهيدية"، التي تشرفت بتحمل عبء رئاستها، وأشهد الله أنه كان عبئا ثقيلا. ضمت اللجنة "عوض يوسف ومحمد البصير"، وتمت الموافقة على بعض الأسماء الأخرى للمساعدة في عمليات التأسيس الأولية المرتقبة، فأضيف لها كمال عمر وزكي عبدالكريم
|