الإزاحات والتهجير
تعرضت بري المحس على مدى تاريخها للإزاحة المكانية والتهجير ثلاث مرات
الإزاحة الأولى تمت في بداية الإستعمار التركي حوالي عام 1830م حيث قام الأتراك بترحيل الأهالي من موقعهم الأصلي، موقع القصر الجمهوري الحالي، إلى المنطقة الحالية لوزارة التربية والتعليم ومستشفى العيون، وذلك حتى يتسنى لهم بناء قصر للحكمدار وحي الحكمدارية، وكانت مباني مدينة الخرطوم حينها، من حكومية خدمية أو سكنية، للمستعمر ومرافقيه، تبعد حوالي كيلومتر ونصف جنوبا، عند محطة السكة الحديد الآن ويذكر المؤرخ الأستاذ "حسن حتيكابي" عن تاريخ ونشأة الخرطوم، أن التهجير الأول للمحس كان في عهد ونجت باشا، وحينها كان أهل الحي يسكنون في سواقي يزرعونها على ضفاف النيل، اتسمت بكبر المساحة، فمثلاً ساقية حاج الأمين كانت تمتد شرقا من موقع وزارة النفط إلى موقع وزارة الخارجية الحالي غربا، ومن شارع النيل شمالا إلى شارع البلدية جنوبا، فيما كان شارع النيل نفسه دربا للدواب تقع على أطرافه الجروف التي كانت تزرع فيها الخضروات |
1 |
تمت الإزاحة الثانية بعد أن استولى البريطانيون على السودان في عام 1898م، وتم فيها ترحيل بري المحس إلى الشرق مرة أخرى، بمحاذاة موقعها الحالي شمالا على شاطئ النيل الأزرق، حتى يتمكن الجيش من بناء ثكناته وسلاح الأسلحة في موقعهما الحالي |
2 |
أما الإزاحة الأخيرة فهي ما تم بعد فيضان عام 1946م، الذي دمر معظم الحي، وتم بعده تهجير بقية السكان إلى الموقع الحالي، وواصل السكان زراعة وإتيان جروفهم وحواشاتهم التي امتلكوها على شاطئ النيل الأزرق حتى حدود القصر الجمهوري الحالي، الذي تم تهجيرهم بغرض بنائه |
3 |